عالمصحيفة الشرق الأوسطworldأخبار

التطورات المتسارعة في سوريا: غياب استراتيجية أميركية واضحة وتأثيرات إقليمية معقدة

تعيش الإدارة الأميركية حالة من التردد في التعاطي مع الملف السوري، إذ تواجه تداعيات سريعة للأحداث على الساحة الإقليمية دون خطة واضحة للتعامل مع التحديات. ويبدو أن السياسة الأميركية تقتصر على ردود الأفعال، خاصة مع تصاعد التوترات بين الأطراف المتصارعة في سوريا.

فكرة تيليجرام

وفقاً للسفير السابق لدى العراق وتركيا جايمس جيفري، تعكس التطورات الأخيرة ضعفاً متزايداً في سلطة الرئيس بشار الأسد وعجزه عن تحقيق مصالحة مع المعارضة أو التوصل إلى اتفاقات مع الدول العربية وتركيا. ويرى جيفري أن الفصائل المسلحة استغلت انسحاب حلفاء إيران وروسيا لتحقيق تقدم عسكري.

من جهتها، تشير الباحثة ناتاشا هال إلى أن الانهيار الإقليمي في توازن القوى ساهم في تفاقم الصراع، مع ظهور فراغ استغلته الفصائل المعارضة لشن هجماتها، مؤكدة أن هذا التوازن كان هشاً بسبب النزاعات طويلة الأمد في المنطقة.

إقرأ أيضا

فكرة واتساب

أما موقف واشنطن، فيتسم بالتناقض، إذ تبدي قلقها من جماعات مثل “هيئة تحرير الشام” المصنفة كمنظمة إرهابية، لكنها لم تتخذ خطوات فعلية لاحتوائها. ويدعو جيفري إلى مراقبة هذه الجماعات عن كثب والتوصل إلى وقف لإطلاق النار وفقاً لقرار مجلس الأمن 2254.

وفيما يخص الدور التركي، ترى هال أن واشنطن بحاجة إلى تعزيز التعاون مع أنقرة لضمان استمرار طرق الإمداد ومنع القصف المتواصل على المناطق المدنية. كما تلفت إلى إمكانية الحصول على تنازلات سياسية من النظام السوري، رغم أن الابتعاد عن إيران يبدو مستبعداً.

تتفاوت السيناريوهات المستقبلية بين استمرار التصعيد العسكري، وإمكانية التوصل إلى تسوية بوساطة دولية. وتشير تقديرات جيفري إلى أن تدخل تركيا المباشر قد يكون محتملاً في ظل استمرار الضغوط على المعارضة المسلحة.

في ظل هذه التعقيدات، يبقى الخوف قائماً من عودة تنظيم “داعش” للظهور، خاصة مع ضعف السيطرة في بعض المناطق. ومع اقتراب انتهاء صلاحية عقوبات “قانون قيصر”، يستمر الجدل داخل الكونغرس الأميركي حول تمديدها، ما يضيف مزيداً من الغموض على الموقف الأميركي في سوريا.

المصدر : صحيفة الشرق الأوسط

فكرة أبراج

زر الذهاب إلى الأعلى