التوتر يسود فرنسا قبل الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية
مع اقتراب الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية الفرنسية بعد ثلاثة أيام، تزداد الأجواء غموضاً وتوتراً في ظل تحقيق اليمين المتطرف اختراقاً غير مسبوق في الجولة الأولى. لا يزال المشهد السياسي في فرنسا، أحد مؤسسي الاتحاد الأوروبي، يكتنفه الغموض، مع مخاوف من ضعف القدرة على إدارة البلاد، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
شهدت الانتخابات انسحابات كبيرة لمرشحي اليمين، اليمين الوسط، واليسار (أكثر من 200 مرشح من اليسار ومعسكر ماكرون)، مما قد يعرقل تقدم حزب التجمع الوطني (اليمين المتطرف) الذي احتل الصدارة في الجولة الأولى. تهدف هذه الانسحابات إلى منع اليمين المتطرف من الحصول على الأغلبية المطلقة في الجمعية الوطنية وتشكيل حكومة لأول مرة منذ 80 عاماً.
إقرأ أيضا
نددت زعيمة التجمع الوطني مارين لوبن بتشكيل “جبهة جمهورية” جديدة، معتبرة أنها تجمع لأولئك الذين يسعون للبقاء في السلطة متجاهلين إرادة الشعب.
وفقاً لأحدث استطلاعات الرأي، يبدو أن احتمالية حصول حزب التجمع الوطني على الأغلبية المطلقة أصبحت بعيدة. ولكن في جميع أنحاء فرنسا، يتردد الناخبون من اليسار في التصويت مجدداً لقطع الطريق أمام اليمين المتطرف، خاصة بعد قرار الرئيس إيمانويل ماكرون المفاجئ بحل الجمعية الوطنية في التاسع من يونيو.
في كالفادوس (غرب فرنسا)، يعبر ميشال (66 عاماً) عن استيائه قائلاً: “انتخب ماكرون بأصوات اليسار. كان يجب أن يقدم تنازلات لليسار، لكنه قدم تنازلات فقط لليمين”. في المقابل، قررت كلود، المدرسة السابقة، التصويت لمعسكر ماكرون وتخشى من تجربة اليمين المتطرف في الحكم.
توجه النائب الأوروبي رافائيل غلوكسمان إلى الناخبين اليساريين، مشدداً على أهمية التصويت ضد اليمين المتطرف. في حين يظل جوردان بارديلا، الزعيم الشاب للتجمع الوطني، واثقاً من الفوز والوصول إلى منصب رئيس الوزراء.
في المقابل، يحذر الائتلاف اليساري ومعسكر ماكرون من خطر اليمين المتطرف مشيرين إلى التصريحات العنصرية لبعض مرشحي التجمع الوطني.
إذا لم يتحقق تحول مفاجئ، فلن تحصل أي كتلة على أغلبية واضحة في الجمعية الوطنية، مما يزيد من خطر وجود دولة غير قابلة للحكم ويثير قلق الشركاء الأوروبيين قبل الألعاب الأولمبية في باريس. وقد أعرب المستشار الألماني أولاف شولتس عن قلقه من نتائج هذه الانتخابات.
يفكر بعض قادة اليسار واليمين الوسط في تشكيل ائتلاف واسع لتجنب الشلل السياسي، ولكن هذا الائتلاف لا يزال غامضاً، خاصة مع الهوة العميقة التي أحدثها حكم ماكرون بين الأغلبية والمعارضة.
تبدو بعض أحزاب اليسار مستعدة لاختبار التحالفات الحزبية الشائعة في ألمانيا ولكنها غير مسبوقة في فرنسا. وقد دعا رئيس الحزب الشيوعي الفرنسي فابيان روسيل إلى تجنب الفوضى وجعل فرنسا قابلة للحكم.
وفي هذه الأجواء المتوترة، تخشى السلطات حدوث اضطرابات عشية الجولة الثانية من الانتخابات. وأعلنت المتحدثة باسم الحكومة بريسكا تيفينو عن تعرضها وفريقها لهجوم خلال حملة نشر ملصقات انتخابية في ضواحي باريس.
من جانبها، لا تبدو روسيا منزعجة من الانقسامات الفرنسية، حيث أشار متحدث باسم الخارجية الروسية إلى أن الانتخابات التشريعية والأوروبية تعكس عدم الثقة في السلطات الفرنسية بما في ذلك سياستها الخارجية.
المصدر : سكاي نيوز عربية