المقالات الاقتصاديةمقالاتالمجتمع

الشعب الأوكراني يواجه الانجماد والناتو مكتوف الأيدي

الشعب الأوكراني مقبل على شتاء لم تعهده بلاده في المائة عام الأخيرة. شتاء بلا “غاز” ما يعني غياب الدفء عن المنازل. والعائلات ستواجه شتاء بشعاً في ظل درجات حرارة منخفضة تتراوح ما بين الصفر المئوي والـ 50 درجة مئوية تحت الصفر! كما أن منشآتهم الكهربائية في تدهور مستمر ولا يمكن الاعتماد عليها بسبب القصف المستمر من قبل الصواريخ الروسية.

ومن الجدير بالذكر ان الشتاء في أوكرانيا قاسي جدا وبارد. في بعض الأيام تنخفض درجة الحرارة إلى -20 درجة مئوية في عموم البلاد. غير أن القسم الشمالي الشرقي من أوكرانيا لديه شتاء بارد طويل تصل درجة الحرارة فيه إلى 50 درجة مئوية تحت الصفر. كيف سيتمكن الشعب الأوكراني من مجابهة هذا الشتاء القارص؟ خاصة وأن الحكومة الأوكرانية رفعت أسعار الغاز بواقع 73%، ورفعت أسعار إمدادات المياه الباردة والساخنة بنسب تتراوح بين 100%-300%. وإذا عرفنا أن الحد الأدنى من الأجور في أوكرانيا يصل إلى 100 دولار في الشهر فهذا يعني أن الفقراء لن يتمكنوا من دفع فواتير الغاز ليدفئوا بيوتهم.

معنويات الشعب الأوكراني في 50 تحت الصفر

لا يمكننا أن نتخيل حال الأسر في أوكرانيا وهي تواجه موجات البرد والثلوج التي قد تطول لثلاثة أشهر. فترة سيكون الشغل الشاغل لأرباب العوائل توفير لقمة الخبز والدفء لهم. الجميع يجب أن يأكل وأن يحصل على الحرارة. الآباء يفكرون في أطفالهم قبل كل شيء. والنساء تخاف على الرجال وهم يجابهون الحرب والشتاء. والأطفال يخافون المجهول.

وفي ظل هذه الظروف القاسية، ينقسم الشعب الأوكراني إلى مؤيد ومعارض لسياسة كييف. الفقراء يدفعون ثمن الحروب كما هي العادة، وهمهم الأول والأخير هو تأمين لقمة الخبز والنار. أما متوسطي الدخل فيصبّرون أنفسهم بما لديهم. فلا مجال لتسليم البلاد إلى بوتين.

أوكرانيا تعود إلى الحطب

قرى كثيرة في أوكرانيا اتجهت لتخزين الحطب منذ بداية فصل الخريف. فالحطب المحلي معروف بجودته والكثير منه يصدّر إلى أوربا. غير أن حكومة كييف منعت في الوقت الحالي تصدير أية كمية من الحطب إلى خارج البلاد خاصة في المناطق التي لا تتوفر فيها محطات الطاقة. كما نصحت السكان عموما بتخزين أكبر كمية ممكنة لمواجهة البرد المرعب.

أما مخزون الفحم الحجري فهناك ما يقارب 150 منجما للفحم، وتقع 90٪ منها في منطقة دونباس. تلك المدينة التي المتنازع عليها بين روسيا وأوكرانيا ومحل صراع وحروب. ما يعني صعوبة الاعتماد عليها كمصدر للطاقة من قبل الأوكرانيين بسبب ذلك.

إجراءات حكومية

حكومة كييف تسعى في الوقت الحالي لإيجاد مصدر غاز آخر بعيدا عن روسيا. فالسعر المرتفع الذي يبيع به بوتين لا ينفع الشعب الأوكراني في هذا الوقت حسب تصريحات صحفية لمركز الدراسات الاقتصادية بالعاصمة كييف. مما يضطر كييف للبحث عن مصادر اوربية للطاقة كبديل. وقد أعلنت الحكومة مؤخرا أن احتياجات أوكرانيا من الغاز تزيد على خمسين مليار متر مكعب سنويا، كما أنها قادرة على استيراد 30% من حاجتها فقط.

متى يصل دفء الناتو؟

الجميع يعرف أن سبب الصراع الروسي الأوكراني هو حلف الناتو. وبدون الدخول في التفاصيل على الناتو توفير الدعم في أزمة الشعب الاوكراني. فمن غير المعقول دفعهم إلى الحرب مع روسيا وعندما يحتاجون ليد العون يتنصلون عنهم.

لكن المشكلة الحقيقية أن الغاز الروسي أثر كثيرا على الحلف نفسه، فكيف يمكن أن يساعد الناتو نفسه وهو في أمس الحاجة للمساعدة؟ فأوربا عموما تشهد موجة من ارتفاع أسعار مصادر الطاقة. وفواتير الكهرباء والغاز ارتفعت لثلاثة أو أربعة أضاعف على المواطن. ما يعني أن أوربا ودول الناتو فيها يعانون أيضا من نقص امداد الغاز الذي كان يصلهم من روسيا. وهذا يؤكد أن أوكرانيا في خطر حقيقي في المائة يوم القادمة.

لمزيد من المقالات يرجى الضغط هنا

زر الذهاب إلى الأعلى