انتقادات حادة لاختيار دونالد ترامب لفانس كنائب في حملته بعد تصريحاته المثيرة حول النساء والجندر
لم يمض سوى أيام قليلة على اختيار السيناتور جيمس دي فانس من ولاية أوهايو ليكون نائباً للرئيس السابق دونالد ترامب في السباق الرئاسي، حتى بدأت تثار التساؤلات حول ملاءمة هذا الاختيار. العديد من الجمهوريين أبدوا انزعاجهم بعد انتشار مقاطع فيديو قديمة يظهر فيها فانس يوجه انتقادات حادة لنساء الحزب الديمقراطي، واصفاً إياهن بـ “نساء القطط”.
مجلة “بوليتيكو” وصحيفة “نيويورك تايمز” نشرتا تصريحات لمسؤولين جمهوريين ورسائل بريد إلكتروني تعبر عن استيائهم من التحولات السياسية لفانس، والتي تشمل تأييده لحظر الرعاية الصحية للمتحولين جنسياً في ولاية أركنساس عام 2021.
أثارت تصريحات فانس عن نائب الرئيس الأمريكي كامالا هاريس وديمقراطيات أخريات، حيث وصفهن بأنهن “نساء قطط بلا أطفال”، ردود فعل غاضبة. المعلق المحافظ بن شابيرو أبدى شكوكه حول اختيار دونالد ترامب لفانس، متسائلاً عما إذا كان ترامب سيعيد النظر في قراره لو كان يعرف تداعيات تلك التصريحات.
إقرأ أيضا
جمهوريون آخرون تساءلوا عن مدى توقع حملة دونالد ترامب لتلك الردود العارمة على تصريحات فانس، وما إذا كان انسحاب الرئيس الديمقراطي جو بايدن ودخول كامالا هاريس في السباق قد يغير من هذا القرار.
الاستراتيجي الجمهوري بيل مكوشين أكد أن اختيار فانس كان مخاطرة كبيرة نظراً لعدم اختباره على المستوى الوطني من قبل. وعلق قائلاً: “سنرى خلال الأيام الـ 100 القادمة كيف سيواجه الأضواء الساطعة للحملة الانتخابية”.
أحد أعضاء مجلس النواب الجمهوريين أشار إلى أن هذه المخاوف لم تأت فقط من المعارضين، قائلاً: “ابحثوا عن مسؤول منتخب في مجلس الشيوخ يدعم فانس غير السيناتور مايك لي”.
في المقابل، حملة كامالا هاريس تستمر في تحقيق نجاحات في جمع التبرعات وتقديمها في استطلاعات الرأي، مما يضعف من تقدم ترامب السابق. وقد أصدرت حملة هاريس بياناً ساخراً رداً على تصريحات فانس بعنوان “يوم سعيد للتلقيح الاصطناعي للجميع باستثناء جي دي فانس”.
منذ بدء حملة هاريس، بدأ الديمقراطيون في استهداف فانس، وتظهر استطلاعات الرأي تأثر شعبيته بذلك. محلل شبكة “سي إن إن” هاري إنتن أشار إلى أن فانس يحصل على نسبة تأييد سلبية بنسبة 5 في المائة، وهو أقل من أي مرشح لمنصب نائب الرئيس في التاريخ.
أظهرت استطلاعات رأي من “نيويورك تايمز/كلية سيينا” و”إن بي آر” مع “بي بي إس نيوز/ كلية ماريست” أن فانس يعاني من نقص في الشعبية، حيث ينظر إليه 31 في المائة من الناخبين بشكل سلبي و41 في المائة غير متأكدين أو لم يسمعوا عنه.
يؤكد الخبراء أن اختيار فانس تم في مرحلة مختلفة من السباق الرئاسي، حين كانت المنافسة بين بايدن و دونالد ترامب، وكان الهدف هو تنشيط قاعدة ترامب القوية بدلاً من استقطاب ناخبين جدد. الاستراتيجي الجمهوري جوشوا نوفوتني قال: “فانس لم يكن اختياراً سياسياً، بل كان شخصاً يثق به ترامب ويريد أن يخدم معه”.
رغم الانتقادات، يصر دونالد ترامب على أنه لا يشعر بأي ندم على اختياره لفانس، مؤكداً لشبكة “فوكس نيوز” أنه لن يغير قراره حتى لو كان يعلم أن هاريس ستكون مرشحة الديمقراطيين.
يخشى الجمهوريون من أن التركيز على سجل فانس وتعليقاته المثيرة قد يحرمهم ليس فقط من الفوز في الانتخابات الرئاسية، بل قد يخسرون أيضاً سباقات مهمة في مجلسي الشيوخ والنواب، خاصة في الولايات المتأرجحة التي تضم ناخبين غير متشددين اجتماعياً.
المصدر : صحيفة الشرق الأوسط