
تشهد الساحة السياسية في ألمانيا اضطرابًا متزايدًا مع اقتراب الانتخابات، حيث يحقق حزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني المتطرف مكاسب غير مسبوقة في استطلاعات الرأي، ما يثير قلق الأحزاب التقليدية.
ووفقًا لاستطلاع أجراه معهد “يوغوف”، ارتفعت شعبية الحزب بمقدار أربع نقاط خلال أسبوع، ليحصل على تأييد 23% من الناخبين، مقتربًا من “الحزب المسيحي الديمقراطي” الذي يقوده فريدريش ميرتز، والذي يحظى بـ 29%. في المقابل، تراجع الحزب الاشتراكي الحاكم بزعامة المستشار أولاف شولتس إلى 15%، بينما فقد حزب الخضر نقطتين ليصل إلى 13%.
الهجرة في صدارة المشهد
أصبح ملف الهجرة محور اهتمام الناخبين، خصوصًا بعد حادثة أشافنبورغ التي راح ضحيتها طفل يبلغ من العمر عامين على يد لاجئ أفغاني. ووفقًا لاستطلاع حديث، ارتفعت نسبة الذين يعتبرون الهجرة القضية الأهم من 23% إلى 36% في أسبوع واحد.
إقرأ أيضا
إيلون ماسك يثير الجدل
أثار تأييد رجل الأعمال الأميركي إيلون ماسك لحزب “البديل من أجل ألمانيا” موجة انتقادات، خاصة بعد مشاركته في تجمع انتخابي للحزب عبر الفيديو، حيث دعا الألمان إلى تجاوز ما وصفه بـ”عقدة الذنب” المرتبطة بتاريخ بلادهم خلال الحرب العالمية الثانية.
وجاءت تصريحاته قبيل إحياء ذكرى 80 عامًا على تحرير معسكر أوشفيتز، ما دفع المستشار شولتس إلى وصف دعمه للحزب المتطرف بأنه “مقرف” ومضر بالديمقراطية في أوروبا.
توتر داخل البرلمان
عقد البرلمان الألماني (البوندستاغ) جلسة خاصة لمناقشة تصاعد نفوذ اليمين المتطرف، وسط تحذيرات من تهديده للديمقراطية. كما أثار تمرير قانون لمكافحة الهجرة، بدعم من “البديل من أجل ألمانيا”، انتقادات واسعة، خاصة بعد أن أيدته كتلة الحزب المسيحي الديمقراطي بزعامة ميرتز، مما كسر العزلة التقليدية التي فرضتها الأحزاب الديمقراطية على الحزب المتطرف.
ميركل تدخل على الخط
في خطوة نادرة، أصدرت المستشارة السابقة أنجيلا ميركل بيانًا انتقدت فيه التعاون مع “البديل من أجل ألمانيا”، واعتبرته “خطأً استراتيجيًا”، مؤكدة على ضرورة التزام الأحزاب الديمقراطية بالمبادئ الأوروبية في معالجة قضايا الهجرة والأمن.
ومع تصاعد حدة التوترات، تترقب ألمانيا انتخابات مصيرية قد تعيد تشكيل المشهد السياسي بشكل جذري.
المصدر : صحيفة الشرق الأوسط
