مقالاتالمقالات السياسية

خمسة حزيران وعار أنظمة الطبول (ج 3)

خمسة حزيران. ورغم كل ما تقدم عن الحالة التي كانت عليها الدول العربية وجيوشها، فقد حاولت هذه الجيوش استرجاع الأراضي الفلسطينية المغتصبة (عالميا). كما ونجح الجيشان الأردني والعراقي بالتقدم داخل الاأراضي المحتلة. بالرغم من ما حصل في الجبهات الأخرى من اخفاقات بسبب العتاد الفاسد وضعف القيادة والسيطرة.

فكان العامل الرئيسي في إحباط محاولة الجيوش العربية هو القرار السياسي الدولي المنحاز أصلا. بل والتهديد بالتدخل العسكري ضد هذه الجيوش، الذي أوقف المعارك. وأنتهى الموضوع بترسيم حدود عام ( 48 ) المعروفة.

انتبهت الدول العربية للفارق الكبير بين جيوشها وجيش (الكيان) .. وبدأت بتحديث جيوشها وتجهيزها. لكن طبعا لم تصل بمستوى تقنيتها لما وصل إليه جيش الكيان بحكم مبدأ (التوازن العسكري).

محاولة مصرية

وبعد سقوط الحكم الملكي بمصر وتحوله لنظام وطني جمهوري. حاولت مصر جاهدة تقوية جيشها بمعدات وعقيدة ونظم متطورة. لكن بالتأكيد كان الكيان يتطور أيضا بما يضمن له التفوق. كذلك فعل العراق برفقة الأردن وسوريا (دول المواجهة)، لكنها بأي حال وبرغم تفوقها عدديا على جيش الكيان لم تصل لمدى تفوق جيشه التقني والعملياتي ناهيك عن إسناد الدول العظمى له.

وأمام هذا التعجيز المفتعل من الدول العظمى للجيوش العربية، والإحباط الكبير لها. اتخذت تلك الدول اسلوبا آخرا لمحاولة اقناع شعوبها وتهيئتها لمعارك قادمة مع الكيان. من خلال أسلوب التحشيد الإعلامي ودق طبول الحرب والتهديد والوعيد بالإبادة ورفع شعار (اليهود بالبحر). إذ استمال ذلك الإعلام عواطف الشعوب العربية بالأناشيد الحماسية و (حنّا للسيف).! وغيرها من الألاعيب العقيمة التي لا فائدة منها أبدا.

وعلى عكس المتوقع، استفاد الكيان من هذا الإعلام المبتذل وأخذ يذكّر العالم بالمحرقة النازية ومظلومية اليهود ودر تعاطف شعوب العالم للكيان.

خمسة حزيران .. غياب القيادة الموحدة للجيوش العربية

من جهة أخرى، كانت بعض قطعات الجيوش العربية تلازم الجبهات بشكل مستمر عند حدود عام (48). ما اعتبره الكيان تهديدا مستمرا له، مستغلا ذلك في استمالة عواطف المجتمع الدولي يومها، فصار العالم في صفه!

يومها عانت الجيوش العربية معضلة في الحرب، تمثلت بعدم وجود قيادة موحدة لهذه الجيوش تأتمر بأمرها. كما أن هناك اختلافا كبيرا وواضحا بنوعية أنظمة الجيوش وعقائدها وتسليحها وفارق تقنياتها. والأهم من كل هذا هو اختلاف الأنظمة السياسية للدول العربية ورؤية كل نظام لطبيعة الصراع العرب مع الكيان من وجهة نظره. باختصار (تراهم جمع وقلوبهم شتى)!

العار يصيب العرب وليومنا هذا

وكما ذكرت سابقا .. استفاد الكيان استفادة جمة من حالة العراب المتباعدة. وشن عدوانه بالخامس من حزيران الذي كان كارثة عسكرية بكل تفاصيلها لم تمر بها أمة من الأمم.! فقد سحق ثلاث جيوش عربية بخمسة أيام، ودمر قواعدها المادية والمعنوية.

كما تمكن من احتلال كامل فلسطين وإحلال الأمر الواقع على العالم الذي صفق لهذا العمل العسكري الباهر. وفرض السيطرة بالقوة على كل دول المواجهة وإيصالها لحالة العجز الكامل! كل هذا بخمسة أيام فقط .. وهو العار الذي لحق بالأنظمة العربية وفضح بؤسها ليومنا هذا.

لمشاهدة باقي اجزاء مقال خمسة حزيران وعار أنظمة الطبول (ج 3 )

الجزء الاول من هنا ، الجزء الثاني من هنا

لمزيد من المقالات يرجى الضغط هنا

زر الذهاب إلى الأعلى