دونالد ترامب يعتمد لهجة أكثر اعتدالًا لكسب تأييد الناخبين الوسطيين
يظهر أن الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، المعروف بتصرفاته المثيرة للجدل، قد بدأ في ضبط خطابه بهدف توسيع قاعدة ناخبيه لتشمل الناخبين الأكثر اعتدالًا، كجزء من استراتيجية تحضيرية لانتخابات نوفمبر المقبلة.
في هذا السياق، قرر الملياردير البالغ من العمر 78 عامًا تخفيف حدة خطابه حول قضايا محورية مثل الهجرة والإجهاض، في خطوة يراها المحللون محاولة لكسب تأييد أكبر من القاعدة المعتدلة، مع الحفاظ على ولاء قاعدته المحافظة. هذا التحول جاء نتيجة إدراكه أن النهج المتشدد لا يحظى بدعم الأغلبية، خاصة في ما يتعلق بموضوع الإجهاض.
إقرأ أيضا
في الآونة الأخيرة، تحولت خطة الحزب الجمهوري التي يروج لها دونالد ترامب إلى ترك مسألة الإجهاض للولايات، متخليًا عن الدعوة لحظره على المستوى الوطني.
كما انتقد دونالد ترامب، الذي سيتم ترشيحه رسميًا من قبل الحزب الجمهوري في مؤتمر الحزب الأسبوع المقبل، وثيقة “مشروع 2025″، والتي صاغتها مؤسسة بحثية محافظة تضم بعض حلفائه. وتعرضت هذه الوثيقة المؤلفة من 900 صفحة لانتقادات بسبب دعوتها للترحيل الجماعي للمهاجرين وإضعاف المؤسسات الفدرالية.
ورغم أن ترامب دافع سابقًا عن أفكار مشابهة، إلا أنه وصف المقترحات الواردة في الوثيقة بأنها “سخيفة وفظيعة”، دون أن يوضح أي منها يقصد.
كما يحاول ترامب تصوير نفسه على أنه ممثل “حزب المنطق السليم”، في محاولة لجذب الناخبين من مختلف الخلفيات.
ويقول ماثيو كوتينيتي من معهد “أميركان انتربرايز”، إن “ترامب يستغل هذه اللحظة لجذب عدد أكبر من المؤيدين من خارج قاعدته المحافظة التقليدية”.
تمكن الملياردير من الوصول إلى السلطة في عام 2016 بفضل استراتيجيته التي تضمنت كسب تأييد اليمين الديني. وعلى الرغم من هزيمته في عام 2020، ظل هؤلاء الناخبون موالين له إلى حد كبير.
الآن، يمكنه البدء في طرح برنامج وشخصية تجذب الناخبين من الائتلاف الديمقراطي، بحسب كوتينيتي.
بعيدًا عن المحتوى، أظهر ترامب قدرًا كبيرًا من ضبط النفس في الشكل على الأقل. فالجمهوري المعروف بتصريحاته التحريضية حافظ على مسافة من النقاشات حول حالة الرئيس جو بايدن الصحية والذهنية.
حتى في خطاباته الأخيرة بشأن الهجرة، بدت نبرة ترامب أقل حدة مقارنة بما كانت عليه في الأشهر الماضية عندما وصف المهاجرين بأنهم “يسممون دماء البلاد”.
لكن بالنسبة لجوليان زيليزر، الأستاذ في جامعة برينستون، يجب ألا ينخدع أحد. فهو يؤكد أنه “لا يوجد سبب للاعتقاد بأن دونالد ترامب غير مواقفه بشكل جوهري”. ويضيف لوكالة الصحافة الفرنسية أن “استراتيجيته تتمحور حول الفوز. لكن نتائج ولايته هي التي يجب أن تحدد تحقيق هذا الفوز من عدمه”.
المصدر : صحيفة الشرق الأوسط