
قبل مغادرته البيت الأبيض في يناير 2021، أعلن دونالد ترمب عزمه على البقاء لاعباً رئيسياً في السياسة الأميركية، قائلاً لأنصاره: “ما بدأناه ليس إلا البداية”. وبعد سنوات من التحديات والإقصاء، يعود ترمب إلى السلطة أكثر نفوذاً وثقة.
خروجه من البيت الأبيض كان مصحوباً بعزلة سياسية وهجوم داخلي من الجمهوريين، فضلاً عن حظره من وسائل التواصل الاجتماعي. ومع ذلك، استطاع الرئيس السابق أن يعيد صياغة دوره السياسي بمهارة، ليصبح وجه الحزب الجمهوري من جديد.
مع نصر انتخابي حاسم في 2024، ترمب (78 عاماً) يستعد لإطلاق ولايته الثانية بتغييرات جذرية. فقد أحاط نفسه بفريق من الموالين، وأقصى معارضيه داخل الحزب، بينما استمر في فرض رؤيته على المشهد السياسي في واشنطن.
إقرأ أيضا
عمالقة التكنولوجيا، الذين كانوا يبتعدون عنه سابقاً، أصبحوا الآن يتسابقون للتقرب منه، حيث تطوع إيلون ماسك لدعمه في إصلاح الحكومة، بينما يشارك مارك زوكربرغ وجيف بيزوس بشكل بارز في مراسم التنصيب.
اقتصاد قوي وحدود مستقرة يُشكلان أرضية صلبة لترمب، لكنه يخطط لفرض سياسات اقتصادية حادة، مثل رفع الرسوم الجمركية وترحيل المهاجرين غير الشرعيين، مما قد يخلق توترات داخلية وخارجية.
عودة ترمب تشير إلى تحول واضح في السياسة الأميركية؛ فهو لم يعد دخيلاً على المشهد، بل أصبح الشخصية المحورية التي يُعاد تشكيل واشنطن بناءً على رؤيتها. ومثلما يقول المؤرخون: “عصر ترمب لم ينتهِ، بل يدخل الآن فصلاً جديداً.”
المصدر : صحيفة الشرق الأوسط
