مخاوف أمريكية من تصاعد الهجمات السيبرانية الإيرانية قبل الانتخابات الرئاسية
وسط تزايد المخاوف الأمريكية من تدخلات سيبرانية إيرانية في الانتخابات المقبلة، أشار خبراء ومسؤولون إلى أن اختراق أنظمة البريد الإلكتروني الخاصة بحملة الرئيس السابق دونالد ترامب قد يكون إشارة إلى هجمات إلكترونية أوسع خلال الفترة القادمة، وحتى موعد الانتخابات في نوفمبر المقبل.
في ضوء هذه المخاوف، دعا نائبان ديمقراطيان في لجنتي الاستخبارات والأمن إلى جلسات استماع عاجلة، مطالبين بالكشف عن المعلومات المتعلقة بالتدخلات الأجنبية المحتملة في الانتخابات.
وقد تم الكشف عن عملية القرصنة بعد أن تلقت عدة وسائل إعلامية أمريكية، مثل “النيويورك تايمز”، و”الواشنطن بوست”، وموقع “بوليتيكو”، وثائق حساسة من مصدر مجهول يدعى “روبرت”، تشمل وثيقة تتعلق بالمرشح لمنصب نائب الرئيس في بطاقة الحزب الجمهوري، السيناتور جاي دي فانس.
إقرأ أيضا
من جانبها، أعلنت حملة ترامب أنها تلقت تقريرًا من شركة “مايكروسوفت” يوضح أن مجموعة قرصنة تديرها وحدة استخبارات إيرانية، مرتبطة بـ “الحرس الثوري”، تمكنت من اختراق حساب مستشار سابق في حملة رئاسية، واستخدمت هذا الحساب لإرسال رسائل احتيالية إلى مسؤولين آخرين في الحملة.
ورغم أن ترامب أشار إلى أن الاختراق لم يكشف سوى عن “معلومات متاحة للجمهور”، إلا أنه ألقى باللوم على إدارة الرئيس جو بايدن، واصفًا إياها بأنها “ضعيفة وغير فعّالة”.
وبالرغم من ذلك، لم يتضح بعد ما إذا كانت الوثائق المسربة إلى “بوليتيكو” وغيرها قد نتجت عن جهود إيرانية أو كانت جزءًا من تسريبات غير ذات صلة داخل الحملة.
في المقابل، قال رئيس فريق أمن العملاء في “مايكروسوفت” إن الفريق الإيراني تمكن من اختراق حساب بريد إلكتروني لمستشار سابق في حملة انتخابية، وأرسلوا عبره رسائل احتيالية. ومع ذلك، لم يُحدد ما إذا كانت الحملة المستهدفة مرتبطة بترامب.
أما على الجانب الروسي والصيني، فإن خبراء الأمن السيبراني يعتقدون أن دور روسيا في هذه المرحلة ثانوي، مع تركيزها على تقويض الألعاب الأولمبية وجهود دعم أوكرانيا. بينما يبدو أن القراصنة الصينيين مترددون في التدخل، نظراً لأن لديهم أسبابًا لعدم الإعجاب بكل من ترامب ونائبة الرئيس كامالا هاريس.
من جهة أخرى، لا شك أن إيران تسعى لهزيمة ترامب، الذي انسحب من الاتفاق النووي وأعاد فرض العقوبات الاقتصادية على طهران، وأمر بقتل قائد “فيلق القدس” قاسم سليماني. ويُعتقد أن “الحرس الثوري” ما زال مصممًا على الانتقام لمقتل سليماني، خاصة بعد اتهام وزارة العدل الأمريكية لرجل باكستاني زار إيران مؤخرًا بمحاولة توظيف قاتل مأجور لاغتيال شخصيات سياسية في الولايات المتحدة، يُرجح أن يكون ترامب أحدهم.
وفي الكونغرس، دعا النائب إريك سوالويل إلى جلسة إحاطة من وزارة الأمن الداخلي حول الحادثة، مطالباً بعدم التسامح مع التدخل الأجنبي في الانتخابات بأي شكل من الأشكال. كما حث آدم شيف، الرئيس السابق للجنة الاستخبارات في مجلس النواب، على رفع السرية عن أي معلومات حول الاختراقات المحتملة بسرعة، مؤكدًا على ضرورة تحرك مجتمع الاستخبارات بسرعة للتصدي لهذه التهديدات.
المصدر : صحيفة الشرق الأوسط