المجتمعمقالاتالمقالات السياسية

مقياس الذكاء هل سيختفي في قائمة الشعوب العربية؟

مقياس الذكاء الرمز (IQ) هو اختصار لكلمة (intelligence quotient) بمعنى معدل الذكاء. ويُعد قياساً موحدًا للأفراد بذات العمر. وتعبر النتيجة 100 عن متوسط الذكاء الطبيعي، أما إن زادت عن ذلك كان الفرد أذكى. وكلما انخفضت عن 100 كان الفرد أقل ذكاءً.

يقول خبير علم النفس والعلوم العصبية في جامعة بيركبيك في إنكلترا “ميشيل توماس”: “مقياس الذكاء عادةً يقاس بواسطة مجموعة اختبارات مثل مهارات اللغة، والمهارات غير الشفوية مثل حل الألغاز، وغيرها من المهارات التي تقيس سرعة إنجاز المهمات. وبعد إتمامها تُجمع درجات الاختبارات للحصول على النتيجة التي تعبر عن معدل الذكاء، وتقارن بنتائج الآخرين”.

الظروف مختلفة بين الماضي والحاضر

في حوار مع صديق لي عن أي الشعوب العربية لديها مقياس الذكاء أكثر من غيرها. كان يجزم أن الدولة الفلانية أكثر من غيرها في معدل مقياس الذكاء. تليها الدول “س” ثم الدولة “ص”. أما وجهة نظري فكانت أن المستويين المعيشي والمجتمعي يلعبان دورا مهما في تكوين ذكاء الفرد. وليس هناك منطق في قولنا: أن الشعب الفلاني أكثر ذكاء من الشعب العلاني. وبعد البحث في محركات البحث وجدنا أن الباحثين الذين أجروا دراسة حول ذكاء الشعوب العربية خلال الفترة من 2002 -2006. قد لاحظوا في الدراسة وجود علاقة متبادلة بين الدخل القومي ومستوى الذكاء. كما لاحظوا وجود ترابط بين مستوى الذكاء ومعدلات النمو الاقتصادي والثروة القومية.

في نهاية حواري مع صديقي الذي أبدى عدم تصديقه بهذه الدراسة، قلت له: “إن عدم تصديقك لهذه الدراسة له أسبابه المنطقية. لكن تذكر أن هذه الدراسة كانت في الفترة بين 2002 و2006. بمعنى أن ظروف البلدان لم تكن كما هي عليه اليوم”.

أتباع الدكتاتوريات العربية بحاجة لقياس غباءهم

لو أجريت دراسة حديثة عن مقياس الذكاء لدى الشعوب العربية اليوم فلن تكون مقبولة أي نتائج تبين أن الفئات التابعة للدكتاوريين والأحزاب والمليشيات في العراق وليبيا واليمن ولبنان ومصر وسوريا وتونس أي مستوى من الذكاء. فهذه الفئات التي قبلت أن تداس كرامتها وتسلب ثرواتها ليس لهم أدنى مستوى منه.

بينما لو اجرينا هذا الاختبار على الشعوب المجبرة على تقبل وضعها بسبب ما تعرضت له من حروب فماذا ستكون نتيجة ذلك يا ترى؟فتلك الحروب التي استنزفت ثروات الشعوب واستباحت كرامتها تحت وطأت المحتل والعملاء.ز ماذا سببت في النسيج المجتمعي والنفسي؟ فهل من الانصاف اخضاع تلك الشعوب لتجربة قياس الذكاء؟ ولو سلمنا واجريت التجربة فماذا ستكون النتائج يا ترى؟

فالفئة العراقية التي تقبل اتباع مقتدى الصدر الذي ليس له موقف سياسي ثابت خلال العشرين عام التي مضت. ونوري المالكي الذي سلم ثلث العراق للإرهاب على طبق من ذهب. والفئة اللبنانية التي تتبع حسن نصر الله بالرغم ما وصلت على يديه البلاد. واالفئة السورية التي تعبد بشار الأسد وهو الذي دمر ما يعرف بسوريا. والفئات التي تمجد بما فعلته وتفعله المليشيات في ليبياوالحروب التي تفتعلها كل يوم. بالتأكيد ليس له أدنى درجات الذكاء. بل العكس، لابد من إجراء اختبار حول مدى غبائهم، وإذا ما كان قابلا للاتساع أم لا.

الفئة المصرية

أما الفئة المصرية القابلة بدكتاتورية العسكر لا تقل غباء عن سابقيها. فبعد أن أطاحت فئات كبيرة من الشعب بحسني مبارك لكونه رئيس دكتاتوري. وأجرى أول انتخابات رئاسية في تاريخ مصر الحديث. عادت وأطاحت بالرئيس المنتخب ثم سلمت السلطة لدكتاتور آخر! وكذلك الحال ينطبق على فئة من الشعب التونسي.

تلك الفئات من الشعوب العربية لو كان لديها مقدارا ضئيلا من الذكاء اليوم لخرجت للشوارع عن بكرة أبيها. تطالب بحقوقها وحريتها. وتعاقب الحاكمين الذين ظلموهم وشردوهم. مقياس الذكاء لا يمكن أن يقاس إلا بمدى تقدم الأمم. أما الذكاء في النصب والاحتيال فهذا لا يعد ذكاء. بل مكر وخداع وسفالة.

لمزيد من المقالات يرجى الضغط هنا

زر الذهاب إلى الأعلى