هتلر وبوتين .. أوجه التشابه بين سياستهما ج 2
هتلر وبوتين وتشابه فعلهما في احتلال أوكرانيا وجيك وسلوفاكيا.
هتلر وبوتين
احتلال جيك وسلوفاكيا
تشكلت هذه الدولة من مقاطعتي جيكيا وسلوفينيا بعد الحرب العالمية الأولى بموجب معاهدة فرساي عام 1919. وهي بلاد غنية بالصناعات والمواد الخام وتمتلك جيشا حديثا وقويا. ومن الناحية الجغرافية تمثل مانعا أمام وصول الألمان إلى وادي نهر الدانوب، وهي شبيهة بأوكرانيا اليوم الى حد بعيد.
وكانت جيك وسلوفاكيا تضم ثلاثة ملايين ونصف مليون نسمة من الالمان. يقطنون مقاطعتي بوهيميا ومورافيا التي تسمى بـ (السوديت) وهو إقليم يقع في غرب التشيك على الحدود مع ألمانيا – الممتدة على حدود المانيا الجنوبية. وبسبب وسائل الدعاية الألمانية في مدن السوديت وأعمال الفصائل المسلحة التي تدعمها المانيا بالمال والسلاح. اندلعت في تموز ـــ يوليو عام 1938 فتن واضطرابات اعقبتها ثورة مسلحة طالبت بالانفصال عن “جيك وسلوفاكيا” والانضمام الى ألمانيا.
هتلر وبوتين
وساطات أوروبية لإنقاذ جيك وسلوفاكيا
وعلى الرغم من وساطات الدول الكبرى آنذاك وهي بريطانيا وفرنسا وإيطاليا، ومناشدتها هتلر بالتوقف عن دعم الثوار في السوديت. إلا أن جميع محاولاتهم قد باءت بالفشل. بناء على ذلك اضطر زعماء هذه الدول وهم كل من (تشيمبرلين ودالادييه وموسوليني) إلى عقد مؤتمر مع هتلر في مدينة ميونخ الألمانية. دون حضور ممثل عن جيك وسلوفاكيا، وهي الدولة المعنية. وبعد محادثات قصيرة أقر الزعماء الأربع بموجب معاهدة ميونخ حق المانيا في ضم مقاطعات السوديت التي يقطنها الألمان.
كذلك وقعت الاتفاقية في 29 أيلول – سبتمبر عام 1938. وفي الأول من تشرين الأول – أكتوبر دخلت القوات الألمانية السوديت واحتلتها فيما تقاسمت كل من بولندا وهنغاريا مقاطعات أخرى اقتطعتها من جيك وسلوفاكيا. وفي 14 اذار- مارس عام 1939 احتلت القوات الألمانية العاصمة براغ. بناء على ذلك زالت من الخارطة السياسية الدولية دولة مستقلة ذات سيادة هي جيك وسلوفاكيا.
عقبة الولايات المتحدة في تحقيق حلم بوتين
وهكذا كان بوتين قد رسم حلمه بتدمير وتمزيق أوكرانيا ومحو سيادتها واستقلالها. غير أنه فشل في النهايةبتحقيق حلمه ذاك. بسبب ردة الفعل القوية للولايات المتحدة والدول الغربية ودولا أخرى ضد العدوان الروسي على أوكرانيا. وتقديمها مساعدات عسكرية ومالية هائلة للجيش الأوكراني على سبيل المثال. مما ساعدة على مواجهة الآلة العسكرية الروسية وإيقافها. من ناحية أخرى لو كانت الدول الكبرى وأوربا قد اتخذت مواقف حازمة. وقدمت المساعدات العسكرية والسياسية ووقفت الى جانب جيك وسلوفاكيا آنذاك. بدل خذلانها والتخلي عنها، لما تمكن هتلر من سحق جيك وسلوفاكيا واحتلالها ومن قبلها النمسا.
الحرية والسلام من وراء القصد -يتبع.
أوجه التشابه بين سياسة هتلر وبوتين، الجزء الاول من هنا ، هتلر وبوتين الجزء الثالث من هنا
لمزيد من المقالات يرجى الضغط هنا