هل يعود الصراع التاريخي بين ليفربول وتشيلسي إلى الواجهة؟

كانت هناك فترة لم يكن فيها مجرد لقاء بين ليفربول وتشيلسي، بل صراع حاد مليء بالتوترات بين الجانبين. تجسدت المنافسة في مواجهة بين المدربين، رافائيل بينيتيز من جانب ليفربول وجوزيه مورينيو من طرف تشيلسي، مع لاعبين أسطوريين مثل ستيفن جيرارد وجيمي كاراغر أمام فرنك لامبارد وجون تيري.

عندما جاء رومان أبراموفيتش إلى “ستامفورد بريدج” في عام 2003، أحدث ثورة في عالم كرة القدم الإنجليزية بميزانية ضخمة لا مثيل لها، ليضع تشيلسي في مصاف الكبار. إلا أن ذلك زاد من متاعب ليفربول، الذي كان حينها يحاول فقط مواكبة مانشستر يونايتد وآرسنال.

المنافسة بين الفريقين لم تكن مجرد مباراة؛ فقد شهدنا لقطات لا تُنسى مثل احتجاج مورينيو على هدف لويس غارسيا المثير للجدل في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2005، والسعي المستمر من تشيلسي لضم جيرارد دون جدوى.

إقرأ أيضا

وعلى مر السنوات، خفتت حدة الصراع. فقد بقيت الهيمنة على الدوري الإنجليزي خلال العقد الماضي في يد مانشستر سيتي وليفربول، مما جعل تشيلسي في وضع أقل تأثيرًا. ولكن، كانت هناك لحظات دراماتيكية، مثل هزيمة ليفربول أمام تشيلسي في موسم 2014 بفضل هدف ديمبا با الشهير، الذي حرم ليفربول من حلم التتويج بالدوري وأهدى اللقب للسيتي.

منذ الاستحواذ الأخير على تشيلسي في 2022 بقيادة “كليرليك كابيتال” وتود بوهلي، شهد النادي تغييرات كبيرة بصفقات ضخمة تجاوزت 1.5 مليار جنيه إسترليني، في حين اكتفى ليفربول بإنفاق محدود، يركز على الاستدامة. هذه الاختلافات في النهج تعكس رؤى مختلفة للملكية؛ فبينما يسعى تشيلسي لإنفاق كبير على اللاعبين، تركز “فينواي سبورتس” على التوازن المالي والبنية التحتية.

هذا الموسم يبدو أن تشيلسي، تحت قيادة مدربه الجديد، بدأ يستعيد توازنه ويظهر بشكل تنافسي مرة أخرى. هناك مؤشرات على عودة الصراع، سواء داخل الملعب أو خارجه. فمثلاً، تم منع كشافي ليفربول من دخول مركز تدريب تشيلسي ردًا على انتقال مهاجم شاب من أكاديمية البلوز إلى الريدز.

ومع اقتراب لقاء الفريقين في “أنفيلد”، يُطرح التساؤل: هل نحن على وشك رؤية عودة المنافسة التاريخية التي طالما ألهبت مشاعر الجماهير؟ بالتأكيد، اللقاء المرتقب سيكون مشحونًا، وستستعيد الذاكرة بعض الأحداث واللحظات التي جعلت من مباريات الفريقين مادة دسمة لعشاق كرة القدم.

المصدر : صحيفة الشرق الأوسط