المجتمعالمرأةحربمقالاتالمقالات السياسية

عصابات الدعارة تطارد الأوكرانيات .. وأوروبا قلقة

الأوكرانيات هربن من جحيم القصف الروسي ليجدن جحيم الدعارة والاتجار بأجسادهن من أجل لقمة خبز وسقف ينمن تحته. عصابات تهريب البشر وجدت في محنة الشعب الأوكراني فرصة لازدهار أعمالهم القذرة. من خلال الترصد للنساء القادمات من أوكرانيا وكذلك الأطفال وعرض لهم سكن لا يعرف مبتغاه حال رؤيتهم.

أحد المتطوعين في مجال الإغاثة قال للإعلام: “نتلقى باستمرار شكايات عبر موقع تيليغرام عن مهربين يحاولون الإيقاع بأطفال ونساء يسافرون بمفردهم”. وأضاف: “الإجراءات الدولية تفتقر إلى إجراء تدقيق صحيح للذين يقدمون عروض إقامة مجانية للاجئين”.

تحذير ألماني من العصابات

فبسبب الحرب الروسية على أوكرانيا يتوافد على أوروبا آلاف اللاجئين يوميا. غالبيتهم نساء وأطفال. المسؤولين في أوروبا متخوفين وقلقين من العصابات التي تستغل محنة اللاجئين الفارين من الحرب، وإجبارهم على العمل في الدعارة أو المتاجرة بهم.

وزير الداخلية البافاري “يواخيم هيرمان” لم يخفي قلقه من استغلال محنة اللاجئات وإجبارهم على ممارسة البغاء في بيوت الدعارة. وقال في تصريح لوكالة الصحافة الإنجيلية: “يجب التحقق بدقة من الأشخاص الذين يوفرون السكن بشكل خاص للنساء”. محذرا أن عدم التدقيق سيؤدي إلى “جعلهن تحت رحمة استغلاليين بهذه الطريقة”.

هل تسلك الأوكرانيات طريق البلغاريات والرومانيات؟

في ألمانية تنشر بيوت الدعارة ويعملن فيها من مختلف الجنسيات غالبيتهن من أوروبا الشرقية. وهناك العديد من النشطاء في مجال حقوق الإنسان متخوفين من الخطر المحدق على اللاجئات. خاصة وأن عصابات الاتجار بالبشر والدعارة منتشرين على الحدود بين ألمانيا وأوكرانيا بانتظار اصطياد ما يمكن اصطياده.

العديد من الرومانيات والبلغاريات يمتهن الدعارة في ألمانيا ودول أوربا. وهناك مخاوف من أن الأوكرانيات سيتجهن لنفس الطريق الذي مشين فيه بنات رومانيا وبلغاريا في حالة عدم تأمين سكن وطعام لهن أو لذويهن. أم الحكومة الألمانية فهي بالتأكيد لا تريد أن تكون شاهدا على وقوع النساء والأطفال في قبضة عصابات الاتجار بالشر دون أن تحرك ساكنا. فبالتأكيد سيكون الموضوع محرج لألمانيا شعبا وحكومة.

نساء يعمل في عصابات الجنس والاتجار بالبشر

مركز الاستشارة المتخصص “جادويجا” في ألمانيا، المختص بمساعدة ضحايا الاتجار بالبشر والدعارة القسرية. هو أيضا أبدى قلقه من تربص عصابات الدعارة باللاجئات الأوكرانيات. وذكر المركز في تصريح مكتوب أنه سيتم تحذير السيدات القادمات من أوكرانيا حول استغلالهن بشكل محتمل. من خلال توزيع نشرة باللغات الأوكرانية والإنجليزية والألمانية في محطات القطار ومراكز المشورة وأماكن الإقامة.

مديرة المركز “مونيكا سيسيك إيفانز” وفي رسالة وجهتها للاجئات قالت: “لتكونوا في أمان، احتفظوا بجواز سفركم وهواتفكم، واكتبوا أسماء وعناوين المضيفين، ولا تثقوا في النساء بشكل أعمى، فالمتاجرون بالبشر ليسوا رجالًا فقط”.

قرار أوروبي للحد من تجارة البشر .. ولكن!

في مطلع العام 2021 وقبل الحرب الروسية – الأوكرانية أصدر البرلمان الأوروبي قرارا يدعو إلى إجراءات صارمة لمواجهة جميع أشكال الإتجار بالبشر. كما خص القرار بحماية النساء والقصر غير المصحوبين بذويهم داخل أوروبا. كما جرم القرار الخدمات الجنسية التي يقدمها ضحايا الإتجار بالبشر. المشرعون الأوروبيون ذكروا أن البرلمان يسعى من أجل مكافحة الإتجار بالبشر وحماية الضحايا ووضع حد لإفلات المجرمين من العقاب.

الغريب في الدول الأوروبية المنضمة لحلف الناتو أنها مهدت للحرب في أوكرانيا ودفعت زيلينسكي لها بقوة وما إن بدأت أصيبوا بالصدمة. وكأنهم لم يكونوا يعلموا بتبعاتها العسكرية والاقتصادية والإنسانية.

ولو تحدثنا عن الناحية الإنسانية فإن الشعب الأوكراني يواجه الموت بالقصف والبرد بقلة الدفء والشتاء دخل لبيوتهم من أوسع الأبواب. والمنازل مهدمة والبنى التحتية متضررة. وشح في الطعام. وعندما يتركن السيدات الأوكرانيات والأطفال بلادهن نحو أوروبا يتفاجأ الجميع بهن. فماذا كانوا يتوقعون؟ ماذا ستخلف الحرب غير الأرامل واليتامى والنساء بلا لقمة عيش أو سكن؟

لمزيد من المقالات يرجى الضغط هنا

زر الذهاب إلى الأعلى