
وسط قلق ومخاوف من اتساع رقعة الحرب في السودان، يتركز الاهتمام على الوضع الاقتصادي المتدهور للبلاد وتأثير ذلك على صادراتها، وبخاصة صادرات الذهب التي تمثل حوالي 50% منها.
صادرات الذهب في السودان تشكل 50% من إجمالي قيمة الصادرات
تعاني الخزينة السودانية من الخسائر بعد توقف مطار الخرطوم، الذي يعد البوابة الرئيسية للصادرات والواردات، وهو ما تسبب في خسارة نسبتها 5% من إجمالي الصادرات والواردات السودانية، والتي بلغت قيمتها 15 مليار دولار. ويُقدّر الخبير الاقتصادي السوداني الدكتور محمد الناير أن صادرات الذهب وحدها تشكل 50% من قيمة الصادرات السودانية بمبلغ 2 مليار دولار.
أتساع دائرة الحرب في السودان قد تعطّل الصادرات والواردات
وفقًا لتصريحات الناير لصحيفة “الشرق الأوسط”، يتوقع أن تتأثر صادرات الذهب لأنها تعتمد عادة على الطيران الذي تم تعطيله، ولكن يمكن لبقية الصادرات التي تنطلق من ميناء بورتسودان التجاري، أن تواصل العمل بشكل طبيعي، على الرغم من ان الحرب تدور في المناطق المحيطة بالعاصمة ولم تمتد إلى أماكن أخرى بعد.

ومع ذلك، فإن الناير يعتقد أنه إذا اتسعت دائرة الحرب وشملت مواقع أخرى في البلاد، فإن ذلك سيؤثر بشكل كبير على الاقتصاد السوداني بأكمله، وقد يؤدي إلى تعطيل الصادرات والواردات بشكل عام.
على الجانب الآخر، يتأثر المواطن السوداني بشكل كبير جراء الحرب، حيث تنقطع سلاسل الإمداد الداخلية مثل الكهرباء والطاقة والغذاء والصحة داخل الخرطوم، وهذا بالإضافة إلى عدم قدرة الموظفين والعمال السودان من مباشرة دوامهم وعملهم منذ اندلاع الحرب.
صادرات الذهب كان من المتوقع ان تكون اهم الموارد البدلية بعد انفصال جنوب السودان
أكدت الخبيرة الاقتصادية سمية سيّد أنَّ الذهب كان من المتوقع أن يكون واحدًا من أهم الموارد البديلة بعد خسارة السودان لـ 75% من موارده النفطية بعد انفصال جنوب السودان، ولكن الحكومة فشلت في استغلال تصدير الذهب بالشكل الصحيح؛ حيث يصدر أكثر من 89% منه خارج القنوات الرسمية، وفقًا لتصريحاتها.
وأضافت سمية سيّد أنَّ المناقشات حول تعاملات شركات التعدين المملوكة للجيش السوداني مع شركة (فاغنر) الروسية في مجال تعدين الذهب في السودان لا تزال قائمة.
وأشارت إلى أن الصادرات التقليدية مثل الحلوى واللحوم والماشية والقطن شهدت انخفاضًا كبيرًا خلال السنوات الثلاث الماضية، إذ لم تتجاوز قيمتها 3 مليارات دولار سنويًا، مقارنةً بزيادة طفيفة في صادرات الذهب.
الوضع الحالي في السودان قد يؤدي الى انهيار اقتصادي كبير وهروب المستثمرين
وفقاً لتوقعات سمية سيّد، من المحتمل أن يؤدي الوضع الحالي المعقد إلى توقف تام للصادرات، مما يزيد من حدة التهريب للسلع والمعادن الثمينة، كما يتوقع انهياراً اقتصادياً أكبر وزيادة في مستويات المعاناة، بالإضافة إلى هروب المستثمرين.
ومن الجدير بالذكر أن قيمة صادرات الذهب العام الماضي قد شكلت نسبة 44% من إجمالي صادرات السودان، والتي بلغت 3.6 مليار دولار، وفقًا لتصريحات مدير عام شركة الموارد المعدنية المحدودة في السودان، مبارك عبد الرحمن أردول. وأضاف أردول في يناير الماضي أن “الاقتصاد القومي يستفيد من الذهب مرتين، مرة بالعوائد الجليلة المستحصلة من حصة الحكومة في الإنتاج والتي تُحول مباشرة إلى وزارة المالية، ومرة أخرى بتصدير المبلغ المتبقي الذي يتم جمعه من المصدرين”.
تابعوا آخر أخبار فكرة عبر Google News