المجتمعالتنمية البشرية

البايولوجي .. بين الحقيقة و”قال الأولون”


البايولوجي .. لي معه ذكرى. ففي عام 1981 في السنة الأخيرة من دراستي الجامعية باختصاص البايولوجي. وكأمر منهجي، على كل طالب أن يبحث في إحدى مواضيع الإختصاص. كان لكل طالب استاذ مشرف على هذا البحث، وظيفته تزويد الطالب بعناوين بحث بعدد محدود، وعلى الطالب أن يختار ملزما واحدا منها!

اختبار في الدورة الجنسبة للأنثى

طرح أستاذي المشرف في مادة علم الأحياء أمامي ثلاثة عناوين على أن اختار أحدها. كان من بينها موضوع “الدورة الجنسية عند أنثى الإنسان” حاولت تجنبه بالبداية. لكون هذا الموضوع يصعب عليّ مناقشته أمام كافة طلبة القسم الذي تؤلف إناثه ٧٠% تقريبا منه. وهو أمر فيه إحراج حتمي قياسا بتلك الفترة الزمنية. والتي كانت على قدر من اللتزام الاجتماعي الكبير. بالإضافة إلى خصوصية مدينة الموصل العراقية. التي فيها جامعتي والمعروفة بنظامها الاجتماعي الصارم بخصوص الأخلاق والتدين .. نصحني المشرف باختيار هذ الموضوع لأنه لم يكن متداولا في السابق، ولأنه غريبا نوعا ما!

صعوبة .. ولكن !

قبلت .. وزودني بالمراجع .. و بدأت بالكتابة والبحث والأستاذ المشرف يتابع خطواتي بالبحث. و حين أكملته وحدد موعد مناقشته، أعددت الرسوم التوضيحية والتى معظمها تخص الجهاز الإنثوي للمرأة!. وبدأت بطرح البحث، وكنت بصراحة بارع بالإلقاء والسيطرة على مجرى العرض. لكن من خلال البحث عثرت على معلومة تعمّدت التأكيد عليها. وهي أن غشاء البكارة الذي هو معيار العفة والاخلاق عند الشرقيين، موجود عند كل اللبائن قاطبة. أرانب وقطط و فئران ونعاج ولبوات، وظيفته حفظ الرحم لحين البلوغ و التزاوج والإنجاب!. وليس كما كنا نعتقد !.

البايولوجي .. علم ضد الخرافة

وعندما طرحت هذه النقطة مؤكدا على القول أنه ليس معيارا للعفة والأخلاق. حدث ما كنت متوقعه .. إذ أثار كلامي حفيظة بعض المتدينين المتزمتين (والذي لا يخلوا مجتمع منهم بكل زمان ومكان). فجادلوني بأمور ليس لها علاقة بعلم الأحياء. بل أن بعضهم شكك بصحة ما قدمت، وربطوا معلوماتي فورا بعدم تديني والتزامي بالصلاة وغيرها من الفروض!.

وكاد الأمر يخرج “جدليا” عن السيطرة لولا تدخل أحد الاساتذة الموجودين. والذي هو بدرجة بروفيسور، مؤيدا كلامي وصحة معلوماتي. مطالبا منهم البحث بطرقة علمية وليس على طريقة “قال الأولون”.

لمزيد من المقالات يرجى الضغط هنا


زر الذهاب إلى الأعلى